شــعر ..
د . العشماوي
[ لغزة ] ..
علـى الأسـرّة أنتـم أيهـا العـرب
ُونحن فـي وهـجِ الأحـداث نلتهـب
ُعلى الأسـرة أنتـم تنظـرون إلـى
مأساةِ شعبٍ بها الشاشاتُ تصطخـبُ
شاشاتكم لم تزل تـروي لكـم خبـراً
عن طفلة قُتلـتْ عـن ظالـم يثـبُ
عن ألفِ طفـلٍ يتيـمٍ فـي مدامعهِ
متسائـل أيـن منـا الأمُ أيـن الابُ؟؟
عن أُسرَة هـدمَ الصـاروخُ منزلهـا
فكـلُ زاويـةٍ فـي الـدار تنتـحـبُ
عن ألفِ ألفِ قتيلٍ فـي مصارعهـم
أدلـة لـم يلامـس قولهـا الـكـذب
شكراً لكـم حيـن تابعتـمْ مجازرنـا
على الأثير وقد ضاقـت بنـا الكـربُ
شكـراً لأنّ المـآسـي لا تفارقـكـم
أخبارهـا فالمآسـي بحرهـا لـجـبُ
لا تغضبوا إن قطعنـا حبـلَ راحتكـم
أمـام شاشاتكـم فالظالـمُ السـبـبُ
باراكُ أشعل نـارَ الحـربِ فاحترقت
جميع أوراق من قالوا و مـن كتبـوا
قولوا لنـا سعـة الشدقيـن تزجـره
فربمـا يزجـر المستعصـي النسـبُ
أخبارنـا أزعجتكـم فهـي دامـيـةٌ
تبكي العيون لهـا والقلـب ينشعـبُ
لو استطعنـا كتمنـا نـارَ حسرتنـا
عنكم ، ولو نالنا مـن كتمهـا العطـبُ
لكنهـا قنـواتِ الـقـوم تخبـركم
عن حالنـا فعليهـا اللـوم والعتـبُ
أما فتحتـم لهـا الأبـواب مشرعـةٌ
تجري إليكم بمـا يشقـى بـه الأدبُ ؟
تقـدّمُ الخبـرَ الـدامـي مراسـلـة ٌ
بدا لكم صدرها والسـاق والركـبُ ؟!
لا تقلقـوا فالمآسـي قوتهـا دمـنـا
ولحمنا فاسمعوا الأخبـار واحتسبـوا
وإن قسا منظر الأحـداث فانصرفـوا
إلى قنـاة مـن الأفـلام وانسحبـوا
هـم ينقلـون لكـم مأسـاة مقدسنـا
وبعدهـا تعـرض الأفـلام والطـربُ
تشابهت صور المأسـاة فـي زمـنٍ
شمس المروءات عن عينيه تحتجـبُ
علـى الأَسـرّة أنتـم يـا أحبتـنـا
يا خيرَ من أنكروا يا خيرَ من شجبوا
يا خيرَ من أسندوا ظهرَ الخضوعِ
على وسائدَ الذل يا نبـراسَ مـن هربـوا
نعـمْ بذلتـم لنـا مـالاً ونشكـركـمْ
لكنـه وحــده لا ينـفـع الـذهـبُ
في مقلة الظلم مـالا تبصـرون و قـد
أراكـم الظلـم ليـلا مالـه شـهـبُ
عـذراً إذا أقسمـت أشلاؤنـا قسمـاً
بأنكـم لـم تكونـوا مثلمـا يـجـبُ
كأنكـم فـي مجـال العصـر ذاكـرةٌ
مثقوبة وعيهـا بالعصـر مضطـربُ
عذرا لكم أيها الأحبـابُ إن صرخـتْ
جراحنا : أين أنتـم أيهـا العـربُ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق